والنوافل إن وقع فيها تقصير أو ترك لم يؤخذ بها غير أنه يفوته ثواب فعلها فإن أمكنه قضائها متى فاتت قضاها فإنه أفضل.
فصل في كيفية أفعال الصلاة المقارنة لها أول ما يجب على المصلي أن ينوي الصلاة التي يصليها بقلبه ثم يكبر تكبيرة الإحرام فيقول (الله أكبر) لا يجزي غيره من الألفاظ، فالمفروض مرة واحدة والمسنون سبع مرات بينهن ثلاث أدعية.
والتوجه مستحب غير واجب فإن أتى به فالأفضل أن يكبر تكبيرة الإحرام ثم يتوجه فإن قدم التوجه ثم كبر تكبيرة الإحرام وقرأ بعدها كان جائزا.
ثم القراءة وهي شرط في صحة الصلاة، وتتعين القراءة في الحمد وحدها فإنها لا بد من قراءتها ولا يقوم مقامها غيرها في جميع الصلوات فرائضها وسننها، و بعدها إن كان مصليا فرضا فلا بد أن يقرأ معها سورة أخرى لا أقل منها ولا أكثر في الأوليين من كل صلاة، وفي الأخريين مخير بين قراءة الحمد وحدها وبين عشر تسبيحات ويقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر في الثالثة وليس يتعين سورة من القرآن بل يقرأ ما شاء غير أنه روى أن أفضل ما يقرأ في الفرائض الحمد وأنا أنزلناه في ليلة القدر وقل يا أيها الكافرون وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد.
هذا مع الاقتصار فإن أراد الفضل قرأ في الصبح السورة المتوسطة من المفصل كهل أتى على الإنسان حين من الدهر، وعم يتسائلون وأشباه ذلك، وفي العشاء الآخرة مثل سبح اسم ربك الأعلى وفي المغرب الحمد وإنا أنزلناه و وما أشبهها، وفي صلاة النهار مثل ذلك، وخص غداة يوم الخميس والاثنين بقراءة هل أتى على الإنسان وليلة الجمعة في المغرب سورة الجمعة وفي الثانية قل هو الله أحد، وفي العشاء الآخرة سورة الجمعة وفي الثانية سورة الأعلى وفي غداة الجمعة الجمعة وقل هو الله أحد، وفي صلاة الظهر يوم الجمعة وفي صلاة العصر الجمعة والمنافقون وفي باقي الصلوات يختار من السور.