بسم الله الرحمن الرحيم مسألة في الفرق بين النبي والإمام، إملاء الشيخ أبي جعفر الطوسي رحمه الله.
فقال الشيخ - أيده الله - إملاء:
الفرق بين النبي والإمام وبيان فائدة كل واحدة من اللفظتين، وهل يصح انفكاك النبوة من الإمامة على ما يذهب إليه كثير من أصحابنا الإمامية أم لا؟
والإمامة داخلة في النبوة ولا يجوز أن يكون نبيا ولا يكون إماما على ما يذهب إليه آخرون، وأي المذهبين أصح؟ وأنا مجيب إلى ما سأله مستعينا بالله.
أعلم أن معنى قولنا: نبي، هو أنه مؤد عن الله تعالى بلا واسطة من البشر ولا يدخل - على ذلك - الإمام ولا الأمة ولا الناقلون عن النبي صلى الله عليه وآله وإن كانوا بأجمعهم مؤدين عن الله بواسطة من البشر وهو النبي. وإنما شرطنا بقولنا من البشر لأن النبي صلى الله عليه وآله أيضا يروي عن الله تعالى بواسطة لكن هو ملك وليس من البشر ولا يشركه في هذا المعنى إلا من هو نبي.
وقولنا: إمام يستفاد منه أمران:
أحدهما أنه مقتدى به في أفعاله وأقواله من حيث قال وفعل، لأن حقيقة الإمام في اللغة هو المقتدى به، ومنه قيل لمن يصلي بالناس: أمام الصلاة.