بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله أمناء الله 5 الشيخ الطوسي وآثاره هو المفسر، المحدث، الفقيه، الأصولي، المتكلم، الرجالي في القرن الخامس الهجري، الشيخ أبو جعفر، محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي المعروف بشيخ الطائفة، ولد في شهر رمضان عام 385 ه - أي بعد أربع سنوات من وفاة الشيخ الصدوق المتوفى عام 381 ه - في طوس (ظاهرا) وفي سنة 408 ه بعد مضي 23 عاما من عمره الشريف، ورد بغداد، العاصمة العلمية للإسلام، ومركز الخلافة آنذاك. وباشر لدى وروده جهوده العملية بالتملذ على مشايخها العظام، فلازم الفقيه المتكلم المعروف بالشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان المشهور ب " ابن المعلم " مدة خمس سنوات، آخذا منه حتى وفاته عام 413 ه، فنونا مختلفة من العلم. وبعد وفاة الشيخ المفيد أصبح يعد من أبرز طلاب السيد المرتضى، علم الهدى، فلقد أولاه عناية خاصة وقرر له مبلغ 12 دينارا شهريا. وبقي ملازما له حتى عام وفاة السيد الأستاذ سنة 436 ه، فأمضى معه 23 عاما في تحصيل العلم والأدب حتى نبغ، وصار بعد وفاة أستاذه زعيم الشيعة وتحمل مسؤولياته القيادية الجسام.
وبقي في بغداد بعد وفاة أستاذه حتى عام 448 أي مدة 12 سنة. وبعد ذلك وعلى أثر حدوث الاختلافات الشديدة السنة والشيعة، وتبدل الأوضاع السياسية، وانتقال الحكم من آل بويه الذين كانوا شيعة إلى السلاجقة السنيين، انتقل إلى النجف الأشرف.