قال: فمكثت زمانا أحمل الخطأ على سفيان حتى نظرت في كتاب: غندر (1) عن شعبة، فإذا هو حماد عن ربعي عن سلمان، قال شعبة وقد قال حماد مرة عن عمرو بن عطية عن سلمان، فعلمت أن سفيان كان إذا حفظ الشئ لم يبال من خالفه.
حدثنا (عمر بن محمد) الهمداني، قال سمعت عمرو بن علي يقول: سمعت سفيان بن زياد يقول ليحيى بن سعيد في حديث أشعث بن أبي الشعثاء عن زيد بن معاوية العبسي عن علقمة (2) عن عبد الله: ختامه مسك: يا أبا سعيد خالفه أربعة. قال من؟ قال: زائدة، وأبو الأحوص، وإسرائيل، وشريك (3). قال يحيى: لو كانوا أربعة آلاف مثل هؤلاء لكان سفيان أثبت منهم. قال عمرو وسمعت سفيان بن زياد يسأل عبد الرحمن ابن مهدي عن هذا، فقال عبد الرحمن: هؤلاء أربعة قد اجتمعوا وسفيان أثبت منهم والانصاف لا بأس به.
حدثني محمد بن المنذر، حدثنا ابن أبي خيثمة (4) عن علي بن المديني قال، قال يحيى ابن سعيد: سفيان فوق مالك في كل شئ.
حدثنا إسحاق بن أحمد القطار بتستر، حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي، حدثنا إبراهيم بن أعين، قال: رأيت سفيان الثوري في المنام، ولحيته حمراء صفراء، فقلت:
يا عبد الله فديتك ما صنعت (5)؟ قال أنا مع السفرة. فقلت: وما السفرة؟ قال:
الكرام البررة.