الرائي (1) مثله حسنا، وإذا بمالك بن أنس جالس وسط القصر في حجره مصحف عليه ثياب خضر أشب ما كان وأجمله فلما وقفت عليه سلمت، فقلت: يا أبا عبد الله أليس قدمت؟ قال: بلى قلت: فيم صرت إلى هذا؟ قال: بفضل الله - عز وجل - وتجاوزه وسعة رحمته، لا بعملي.
قال أبو حاتم - رضي الله عنه -: أما شعبة بن الحجاج فهو أكثر رحلة من مالك في الحديث، وأكثر جولانا في طلب السنن، وأكثر تفتيشا في الأقطار عن شمائل الاخبار، ولقد حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال: سمعت حوثرة (2) بن محمد يقول: سمعت حماد بن مسعدة (3) يقول: قلنا لابن عون (4): مالك لا تحدث عن فلان وقد أدركته؟. قال: أمر أبو بسطام (5) بتركه - يعنى شعبة.
حدثنا محمد بن المسيب، حدثنا سهل بن صالح، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة قال: قال لي سفيان الثوري: يا شعبة. أنت أمير المؤمنين في الحديث.
حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال: سمعت الدارمي يقول: سمعت النضر يقول:
كان سليمان بن المغيرة إذا ذكر شعبة قال. سيد المحدثين.