عبد الملك على المدينة ان يشتم آل علي عليا (ع) وآل الزبير عبد الله بن الزبير، وأبوا جميعا وكتبوا وصاياهم، فأمر الوالي بارشاد أخته ان يشتم آل علي آل الزبير وآل الزبير آل علي فكان الحسن بن الحسن (ع) أول من أقيم إلى جانب المنبر، وكان رجلا رقيق البشرة عليه يومئذ قميص كتان رقيق فأمره هشام بسب آل الزبير فامتنع وقال: ان لآل الزبير رحما يا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار فأمر هشام حرسيا عنده ان اضربه فضربه سوطا واحدا من فوق قميصه فخلص إلى جلده فسرحه حتى سال دمه تحت قدمه في المرمر الحديث.
ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق ج 11 / 108.
وقيل لوليد بن عبد الملك: ان الحسن بن الحسن (ع) يكاتب أهل العراق، فكتب إلى عامله بالمدينة عثمان بن حيان المري: انظر الحسن بن الحسن (ع) فاجلده مائة ضربة، وقفه للناس يوما، ولا أراني إلا قاتله، فجئ بالحسن والخصوم بين يديه فقام إليه علي بن الحسين (ع) فقال: أخي تكلم بكلمات الفرج يفرج الله عنك " لا إله إلا الله الحكيم الكريم سبحان الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين "، فلما قالها انفرجت فرجة من الخصوم فرآه عثمان فقال: أرى وجه رجل قد افتريت عليه كذبة. خلوا سبيله وأنا كاتب إلى أمير المؤمنين بعذره فان الشاهد يرى مالا يراه الغائب وقيل: إن والي المدينة كان يومئذ هشام بن إسماعيل. ذكره ابن عساكر في ترجمته ج 11 / 107 ورواه نحوه بطريق آخر لكن فيها: ان الوالي كان هشام بن إسماعيل. ورواه النسائي في كلمات الفرج كما في تهذيب التهذيب.