أهلي وإن وعدك الحق فأخبره الله تعالى أنه لن يؤمن ويجوز أن يكون سأل الله تعالى أن يعرفه حال ابنه بعد الغرق هل كان نزع عن كفره بعد فراقه إياه فأخبره أنه مات على كفره ومنع أن يشفع فيه بقوله تعالى فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين وذكر أيضا قصة بقرة بني إسرائيل وانه أطلق اسم بقرة وبين في الثاني أنها على صفة فدل أنه أطلق لفظ عموم وأراد خصوص بقرة بعينها في الثاني فيقال له إن الحكم الأول كان ذبح بقرة أي بقرة كانت فلما تعنتوا شدد عليهم بزيادة الصفة وهذا عندنا على وجه النسخ لأنه ورد بعد استقرار الحكم الأول فليس فيه تأخير البيان فإن قال إن الله تعالى علم أنهم سيفعلون من هذا ويتعنتون قيل له علم الله تعالى بأنهم يفعلون أو لا يفعلون يمنع من جواز النسخ بعد التمكين من الفعل قبل وقوعه وذكر أيضا قوله تعالى ولذي القربى واليتامى والاسم يتناول بني هاشم وبني عبد المطلب وبني عبد شمس فأعطى النبي صلى الله عليه وسلم بني هاشم وبني عبد المطلب ولم يذكر بني عبد شمس بشئ فلما سأله عثمان بن عفان رضي الله عنه وجبير بن مطعم رضي الله عنه عن ذلك أخبر أنهم لم يرادوا بالقرابة وقد كان اللفظ يشملهم فلم يبينه حتى سئل فدل على جواز تأخير البيان
(٦٣)