وأعلام نبوته صلى الله عليه وسلم حسدا وبغيا ليس يمتنع أن يباهت في الاعتراض بذكر الملائكة والمسيح صلوات الله عليهم أجمعين على الآية وإن لم يتضمن لفظ الآية دخولهم فيه وإنما كان وجه اعتراضه أن هذه الأصنام إن كانت في النار لأنها عبد ت من دون الله عز وجل فإنه يجب مثله في الملائكة والمسيح والله تعالى لم يقل إنها في النار مع عبدتها لأنها عبدت من دون الله ثم أبان الله تعالى عن جهل هذا القائل وبهته بقوله تعالى إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون ويدل على أن الآية لم تتناول غير الأصنام أنه خاطب بها قريشا وكانوا يعبدون الأوثان ولم يكونوا يعبدون المسيح ولا الملائكة فإن قال لو لم تتضمن الآية دخول هؤلاء فيه لبينه النبي صلى الله عليه وسلم وأجاب من اعترض بذلك قبل نزول الآية قيل له فكأنك تجوز ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم اعتقد دخول الملائكة والمسيح في حكمها وأنهم في النار لأنهم عبدوا من دون الله فإن أجاز ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم انسلخ من الملة لأن أحدا من المسلمين لا يجيز ذلك وكلهم يقولون ان معتقده كافر فإن قال قد كان النبي صلى الله عليه وسلم علم أنهم لم يرادوا بالآية قيل له أفليس قد جاز أن لا يجيبهم إلا بعد نزول قوله تعالى إن الذين سبقت لهم منا الحسنى مع علمه أنهم غير داخلين فيها فما أنكرت من قولنا حين قلنا إن الملائكة والمسيح لم يدخلوا قط في الآية ومع ذلك لم يجبهم النبي صلى الله عليه وسلم لظهور فساد اعتراضهم ولأنه علم أنه لا شبهة فيه على أحد وعلى أن قوله إنكم وما تعبدون من دون الله لو
(٦٥)