باب فيما يحتاج إلى البيان وما لا يحتاج إليه قال أبو بكر كل لفظ أمكن استعماله على ظاهره وحقيقته ولم يقترن إليه ما يمنع استعمال حكمه على مقتضى لفظه فغير محتاج إلى البيان إلا أن يريد به المخاطب بعض ما انتظمه أو كان مراده غير حقيقته فيحتاج إلى بيان المراد به وكل لفظ لا يمكن استعمال حكمه إما لأنه مجمل في نفسه أو لأنه اقترن إليه ما جعله في معنى المجمل عل حسب ما تقدم منا القول في صفة المجمل وما في معناه فهو مفتقر إلى البيان فالأول نحو قوله تعالى فاقتلوا المشركين وأحل الله البيع وحرمت عليكم أمهاتكم هذه ألفاظ معانيها معقولة ظاهرة فهو مفتقر إلى البيان بنفس ورودها والثاني نحو قوله تعالى وآتوا حقه يوم حصاده وقوله تعالى والذين في أموالهم حق معلوم وقول النبي صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني
(٢٥)