مقرونا إلى لفظ التحريم كأنه قال حرموا السبت ما لم أحله على لسانك وعلى أن ما يدعونه من توقيف موسى عليه السلام على التمسك بتحريم السبت أبدا لو كان ثابتا لوجب أن يقع لنا العلم به مع سماعنا للخبر عنه به كما أدعى هؤلاء لأنفسهم فلما لم يقع لنا العلم بذلك مع سماعنا الأخبار التي سمعوها في ذلك علمنا أنهم إنما صاروا إلى ذلك من طريق التأويل فأخطئوا فيه وقد تكلم الناس عليهم في هذا الباب بأشياء كثيرة لا انفصال لهم منها وليس غرضنا في هذا الموضع الكلام على هؤلاء وإنما القصد الكلام في أصول الفقه إلا أنه لما عرض فيه القول بالنسخ أحببنا ألا نخليه من جملة تدل عليه وعلى بطلان قول من أبي ذلك من الفرقة التي تنتحل دين الإسلام ثم ضاهت اليهود في امتناعها من تجويز نسخ الشريعة فنقول بعد تقدمة القول في جواز النسخ في الجملة إن الفرقة المنكرة للنسخ من أهل الصلاة قد خالفت الكتاب والآثار المتواترة واتفاق السلف والخلف جميعا فيما صارت إليه من هذه المقالة فأما مخالفتها للكتاب فقوله تعالى ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها فأثبت النسخ في الكتاب
(٢١٥)