وقد روي في تأويل هذه الآية عن جماعة من السلف أقاويل ليس في شئ منها أن المراد نسخ الأخبار لأن ابن عباس قال معناه إن الله تعالى يبدله ما يشاء من القرآن فينسخه ويثبت ما يشاء فلا يبد له وعنده أم الكتاب يعني جملة ذلك عنده في أم الكتاب وعن زيد بن أسلم يمحو الله ما يشاء مما ينزله على الأنبياء ويثبت ما يشاء مما ينزله على الأنبياء وعنده أم الكتاب لا يغير ولا يبدل وعن الحسن قال يمحو الله من جاء أجله فيذهب ويثبت الذي هو حي يجري إلى أجله فصل من هذا الباب قد بينا القول فيما يجوز نسخه ومالا يجوز نسخه بما فيه كفاية ونبين الآن حكم الألفاظ الواردة في القبيل الذي يجوز نسخه من الأحكام وما لا يجوز نسخه منها فنقول إن الحكم الوارد عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم إذا لم يكن مؤقتا ولا مقرونا
(٢٠٦)