فيقال له إن هذا غلط لأن قوله ولذي القربى لفظ مجمل مفتقر إلى البيان لأنه يتناول قرابة كل أحد كما يتناول قرابة النبي صلى الله عليه وسلم فهو محتاج إلى البيان ونحن نجوز تأخير بيان المجمل وذكر أيضا قوله تعالى إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم فقال ابن الزبعري قد عبدت الملائكة والمسيح فأنزل الله تعالى إن الذين سبقت لهم منا الحسنى فأطلق اللفظ ولم يعقبه ببيان حتى قال ابن الزبعري ما قال فيقال له هذا جهل بموضوع اللفظ لأن قوله تعالى إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم لم يدخل فيه العقلاء لأن ما لغير العقلاء ومن للعقلاء وقد كان ابن الزبعري علم ذلك وإنما اعترض بما ذكر متعتنا في غير موضع اعتراض كما كانوا يكابرون في تسميتهم إياه مرة ساحرا ومرة مجنونا ويناقضون بن فيه أفحش مناقضة ولا يبالون لأن الساحر هو الذي يبلغ بدقة تدبيره ولطف حيلته مالا يبلغه غيره والمجنون هو الذي يخبط ويتعسف هذه في أفعال لا يجريها على نظام ولا ترتيب فمن ناقض في قوله هذه المناقضة ويباهت سنة هذا البهت إذ لم يجد سبيلا إلى الطعن في دلائل
(٦٤)