جاحد فقال لولا أن يظن ظان أنه من القرآن أو يقول قائل إن عمر زاد في القرآن لكتبته في المصحف ويدل عليه ما روى ابن عباس عن عمر رضي الله عنهما أنه قال لقد هممت أن أكتب في المصحف شهد عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجم ورجمنا بعده وسيجئ قوم يكذبون بالرجم وبالشفاعة وبقوم يخرجون من النار فبين بهذا الحديث أن مراده كان إشاعته وإظهاره ليستفيض نقله لا أنه من القرآن وذلك لأنه كان سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول سيجئ قوم يكذبون بذلك لأنه غير جائز أن يكون قوله سيجئ قوم يكذبون بالرجم من قبل نفسه من غير توقيف من النبي صلى الله عليه وسلم له لأن ذلك لا يعلم إلا بطريق الوحي وأما حديث أبي بن كعب فإن ثبت وصح فهو من المنسوخ التلاوة لا محالة وما روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه كان يقرأ لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم فلا دلالة فيه على أنه كان يراه من القرآن لأن السنن وسائر كلام الناس يقرأ وكذلك حديث أنس
(٢٥٩)