غير مرتبطة، ولا يعقل إحداث الربط في الصورتين; لأنه في الصورة الأولى تحصيل للحاصل، وفي الصورة الثانية يوجب انقلاب الموجود عما هو عليه.
ولكن يمكن أن ينفي هذا التصور، ويحدث في نفسه وجودا آخر بخصوصية أخرى، فإذا تصورت مفهوم «زيد» في قولنا: «زيد في الدار» مستقلا - أي لا في ضمن تصورها للمعنى المركب - فلا يعقل أن يحدث الربط بينه وبين مفهوم «الدار» ثانيا، نعم يمكن أن يفني هذا التصور، ويتصوره ثانيا مرتبطا بمفهوم «الدار» في ضمن تصورها لمفهوم «زيد في الدار»... إلى آخر ما ذكره (1).
وفيه: أن هذا الإشكال غير وارد على الإيجادية بالمعنى الذي ذكرناه، كما أشرنا في «كاف» الخطاب و «يا» النداء، وهو ظاهر.
ولا على ما ذهب إليه المحقق النائيني (قدس سره) القائل: بأن الحروف شأنها إيقاع الربط بين أجزاء الكلام (2); وذلك لأن من تصور زيدا، وأراد أن يقول: إنه في الدار، فقال:
«زيد»، ثم بعد لحظة بدا له، فقال: «في السوق»، فأمكنه إيقاع الربط بينهما، وهذا غير الربط الحاصل بين زيد والدار، والمعنى المرتبط الموجود في الذهن هو كون زيد في الدار، ولم يرد إيجاد ذلك الربط; ليكون تحصيلا للحاصل، بل أوجد ربطا آخر غير موجود، وهو كونه في السوق، ولا يوجب ذلك انقلاب الشيء عما هو عليه; لأن زيدا لم يتصور غير مرتبط، ثم إن الاستقلالية لم تؤخذ بشرط شيء; حتى توجب لحاظه مرتبطا انقلاب الشيء عما وقع عليه، بل مأخوذ بعنوان اللا بشرط، فلا توجب الانقلاب، كما أن الموجودات الخارجية أيضا كذلك; ضرورة أن الجسم الخارجي يتزايد في أقطاره، ويتركب مع شيء آخر وينقص عنه.
وبالجملة: وزان الموجود في الذهن وزان الموجود في الخارج، فكما أن الموجود