قوله تعالى: (لولا أن ربطنا على قلبها) قال الزجاج: المعنى: لولا ربطنا على قلبها، والربط: إلهام الصبر وتشديد القلب وتقويته.
قوله تعالى: (لتكون من المؤمنين) أي: من المصدقين بوعد الله. (وقالت لأخته قصيه) قال ابن عباس: قصي أثره واطلبيه هل تسمعين له ذكرا، أحي هو، أو قد أكلته الدواب؟
ونسيت الذي وعدها الله فيه. وقال وهب: إنما قالت لأخته: قصيه، لأنها سمعت أن فرعون قد أصاب صبيا في تابوت. قال مقاتل: واسم أخته: مريم. قال ابن قتيبة: ومعنى " قصيه ": قصي أثره واتبعيه (فبصرت به عن جنب) أي: عن بعد منها عنه وإعراض، لئلا يفطنوا، والمجانبة من هذا.
وقرأ أبي بن كعب، وأبو مجلز: " عن جناب " بفتح الجيم والنون وبألف بعدهما. وقرأ ابن مسعود، وأبو عمران الجوني: " عن جانب " بفتح الجيم وكسر النون وبينهما ألف. وقرأ قتادة، وأبو العالية، وعاصم الجحدري: " عن جنب " بفتح الجيم وإسكان النون من غير ألف.
قوله تعالى: (وهم لا يشعرون) فيه قولان:
أحدهما: وهم لا يشعرون أنه عدو لهم، قاله مجاهد.
والثاني: لا يشعرون أنها أخته، قاله السدي.
قوله تعالى: (و رحمنا عليه المراضع) وهي جمع مرضع (من قبل) أي: من قبل أن نرده على أمه، وهذا تحريم منع، لا تحريم شرع. قال المفسرون: بقي ثمانية أيام ولياليهن، كلما أتي بمرضع لم يقبل ثديها، فأهمهم ذلك واشتد عليهم (فقالت) لهم أخته: (هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم) فقالوا لها: نعم، من تلك؟ فقالت: أمي، قالوا: و هل لها لبن؟ قالت: لبن هارون. فلما جاءت قبل ثديها. و قيل: إنها لما قالت: (و هم له ناصحون) قالوا: لعلك تعرفين أهله، قالت: لا، ولكني إنما قلت: وهم للملك ناصحون.
قوله تعالى: (فرددناه إلى أمه) قد شرحناه في طه.
قوله تعالى: (ولتعلم أن وعد الله) برد ولدها (حق) وهذا علم عيان ومشاهدة (ولكن أكثرهم لا يعلمون) أن الله وعدها أن يرده إليها.
ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين (14) ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من