رسول الله [صلى الله عليه وسلم] لزيد: " اذهب فاذكرها علي "، قال زيد: فانطلقت، فلما رأيتها عظمت في صدري حتى ما أستطيع أن أنظر إليها، لأن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] ذكرها، فوليتها ظهري، ونكصت على عقبي، وقلت: يا زينب، أرسلني رسول الله [صلى الله عليه وسلم] يذكرك، قالت: ما أنا بصانعة شيئا حتى أوامر ربي، فقامت إلى مسجدها، ونزل القرآن، وجاء رسول الله [صلى الله عليه وسلم] فدخل عليها بغير إذن.
وذكر أهل العلم أن من خصائص رسول الله [صلى الله عليه وسلم] أنه أجيز له التزويج بغير مهر ليخلص قصد زوجاته لله [عز و جل] دون العوض، وليخفف عنه، وأجيز له التزويج بغير ولي، لأنه مقطوع بكفاءته، وكذلك هو مستغن في نكاحه عن الشهود. وكانت زينب تفاخر نساء النبي صلى الله عليه وسلم وتقول:
زوجكن أهلوكن، وزوجني في الله عز وجل.
ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدرا مقدورا (38) الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا (39) ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شئ عليما (40) قوله تعالى: (ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له) قال قتادة: فيما أحل الله [عز وجل] له من النساء.
قوله تعالى: (سنة الله) هي منصوبة على المصدر، لأن معنى " ما كان على النبي من حرج ": سن الله [عز و جل] سنة واسعة لا حرج فيها. والذين خلوا: هم النبيون، فالمعنى: أن سنة الله [عز و جل] في التوسعة على محمد فيما فرض له، كسنته الله [تعالى] في الأنبياء الماضين. قال ابن السائب: هكذا سنة الله في الأنبياء، كداود، فإنه كان له مائة امرأة، وسليمان كان له سبعمائة امرأة وثلاثمائة سرية، (و كان أمر الله قدرا مقدورا) أي: قضاء مقضيا. وقال ابن قتيبة:
" سنة الله في الذين خلوا " معناه: لا حرج على أحد فيما لم يحرم عليه.
ثم اثنى الله [تعالى] على الأنبياء بقوله [تعالى]: (الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا