" ترجعون " بالتاء على الخطاب، وقرأ أبو بكر عن عاصم بالياء.
قوله تعالى: (لنبوئنهم) قرأ ابن كثير، و نافع، وعاصم، وأبو بكر، و ابن عامر: " لنبوئنهم " بالباء، أي: لننزلنهم. وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف: " لنثوينهم " بالثاء وهو من: ثويت بالمكان: إذا أقمت به، قال الزجاج: يقال: ثوى الرجل: إذا أقام، وأثويته: إذا أنزلته منزلا يقيم فيه.
قوله تعالى: (وكأين من دابة) قال ابن عباس: لما أمرهم رسول الله [صلى الله عليه و آله و سلم] بالخروج إلى المدينة، قالوا: يا رسول الله، نخرج إلى المدينة وليس لنا بها عقار ولا مال؟! فمن يؤوينا ويطعمنا؟
فنزلت هذه الآية. قال ابن قتيبة: ومعنى الآية: كم من دابة لا ترفع شيئا لغد، قال ابن عيينة: ليس شئ يخبأ إلا الإنسان والفأرة والنملة.
قال المفسرون وقوله: (الله يرزقها) أي: حيث ما توجهت (و إياكم) أي: ويرزقكم إن هاجرتم إلى المدينة (وهو السميع) لقولكم: لا نجد ما ننفق بالمدينة (العليم) بما في قلوبكم.
ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون (61) الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له إن الله بكل شئ عليم (62) ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون (63) قوله تعالى: (ولئن سألتهم) يعني كفار مكة، وكانوا يقرون بأنه الخالق والرازق، وإنما أمره أن يقول: (الحمد لله) على إقرارهم، لأن ذلك يلزمهم الحجة فيوجب عليهم التوحيد (بل أكثرهم لا يعقلون) توحيد الله مع إقرارهم بأنه الخالق. والمراد بالأكثر: الجميع.
وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون (64) فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون (65) ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون (66)