والأرض. قوله تعالى: (قال) يعني: فرعون (لمن حوله) من أشراف قومه (ألا تستمعون) معجبا لهم. فإن قيل: فأين جوابهم؟
فالجواب: أنه أراد: ألا تستمعون قول موسى؟ فرد موسى، لأنه المراد بالجواب، ثم زاد في البيان بقوله [تعالى]: (ربكم ورب آبائكم الأولين)، فأعرض فرعون عن جوابه ونسبه إلى الجنون، فلم يحفل موسى بقول فرعون، واشتغل بتأكيد الحجة (فقال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون) أي: إن كنتم ذوي عقول، لم يخف عليكم ما أقول.
قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين (29) قال أو لو جئتك بشئ مبين (30) قال فأت به إن كنت من الصادقين (31) فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين (32) ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين (33) قال للملأ حوله إن هذا لساحر عليم (34) يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون (35) قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين (36) يأتوك بكل سحار عليم (37) فجمع السحرة لميقات يوم معلوم (38) وقيل للناس هل أنتم مجتمعون (39) لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين (40) فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين (41) قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين (42) قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون (43) فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون (44) فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون (45) فألقي السحرة ساجدين (46) قالوا آمنا برب العالمين (47) رب موسى وهارون (48) قوله تعالى: (أو لو جئتك بشئ مبين) أي: بأمر ظاهر يعرف به صدقي أتسجنني؟! وما بعد هذا مفسر في الأعراف إلى قوله: (فجمع السحرة لميقات يوم معلوم) وهو يوم الزينة، وكان