قوله تعالى: (بنبأ يقين) أي: بخبر صادق، (إني وجدت امرأة تملكهم) يعني بلقيس (وأوتيت من كل شئ) قال الزجاج: معناه: من كل شئ يعطاه الملوك ويؤتاه الناس. والعرش:
سرير الملك. قال قتادة: كان عرشها من ذهب، قوائمه من جوهر مكلل باللؤلؤ، وكان أحد أبويها من الجن، وكان مؤخر أحد قدميها مثل حافر الدابة، وقال مجاهد: كان قدماها كحافر الحمار. وقال ابن السائب: لم يكن بقدميها شئ، إنما وقع الجن فيها عند سليمان بهذا القول، فلما جعل لها الصرح بان له كذبهم. قال مقاتل: كان ارتفاع عرشها ثمانين ذراعا في عرض ثمانين، وكانت أمها من الجن. قال ابن جرير: وانما صار هذا الخبر عذرا للهدهد، لأن سليمان كان لا يرى لأحد في الأرض مملكة سواه، وكان مع ذلك يحب الجهاد، فلما دله الهدهد على مملكة لغيره، وعلى قوم كفرة يجاهدهم، صار ذلك عذرا.
قوله تعالى: (ألا يسجدوا) قرأ الأكثرون: " ألا " بالتشديد قال الزجاج: والمعنى: وزين لهم الشيطان ألا يسجدوا، أي: فصدهم لئلا يسجدوا. وقرأ ابن عباس، وأبو عبد الرحمن السلمي، والحسن، والزهري وقتادة، وأبو العالية، وحميد الأعرج، والأعمش، وابن أبي عبلة، والكسائي: " ألا يسجدوا " مخففة، على معنى: ألا يا هؤلاء اسجدوا، فيكون في الكلام إضمار " هؤلاء " ويكتفى منها ب " يا "، ويكون الوقف " ألا يا " والابتداء " اسجدوا "، قال الفراء، فعلى هذه القراءة هي سجدة، وعلى قراءة من شدد لا ينبغي لها أن تكون سجدة. وقال أبو عبيدة: هذا أمر من الله مستأنف، يعني: ألا يا أيها الناس اسجدوا. وقرأ ابن مسعود، وأبي: " هلا يسجدوا " بهاء.
قوله تعالى: (الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض) قال ابن قتيبة: أي: المستتر فيهما، وهو من خبأت الشئ: إذا أخفيته، ويقال: خبء السماوات: المطر، وخبء الأرض:
النبات. وقال الزجاج: كل ما خبأته فهو خبء، فالخبء: كل ما غاب، فالمعنى: يعلم الغيب في السماوات والأرض. وقال ابن جرير: " في " بمعنى " من " فتقديره: يخرج الخبء من السماوات.
قوله تعالى: (يعلم ما تخفون وما تعلنون) قرأ حفص عن عاصم، والكسائي، بالتاء فيهما.
وقرأ الباقون بالياء. قال ابن زيد: من قوله: (أحطت) إلى قوله: (العظيم) كلام الهدهد. وقرأ الضحاك، وابن محيصن: " العظيم " برفع الميم.
قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين (27) إذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون قالت (28) يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم (29) إنه من سليمن وإنه بسم الله الرحمن الرحيم (30) ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين (31)