والرابع: ثماني عشرة سنة، قاله عطاء، ووهب بن منبه، وأبو العالية، وقتادة.
قوله تعالى: (و جاءكم النذير) فيه أربعة أقوال:
أحدها: أنه الشيب، قاله ابن عمر، وعكرمة، وسفيان بن عيينة، والمعنى: أو لم نعمركم حتى شبتم؟!
والثاني: النبي صلى الله عليه و آله وسلم، قاله قتادة، وابن زيد، وابن السائب، ومقاتل.
والثالث: موت الأهل والأقارب.
والرابع: الحمى، ذكرهما الماوردي.
قوله تعالى: (فذوقوا) يعني: العذاب (فما للظالمين من نصير) أي: من مانع يمنع عنهم. وما بعد هذا قد تقدم بيانه إلى قوله تعالى: (خلائف في الأرض) وهي الأمة التي خلفت من قبلها ورأت فيمن تقدمها ما ينبغي أن تعتبر به (فمن كفر فعليه كفره) أي: جزاء كفره.
قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات أم آتيناهم كتابا فهم على بينت منه بل إن يعد الظالمون بعضهم بعضا إلا غرورا (40) إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا (41) قوله تعالى: (أرأيتم شركاءكم) المعنى: أخبروني عن الذين عبدتم من دون الله واتخذتموهم يحيى شركاء بزعمكم، بأي شئ أوجبتم لهم الشركة في العبادة؟! أبشئ خلقوه من الأرض، أم شاركوا خالق السماوات في خلقها؟! ثم عاد إلى الكفار فقال: (أم آتيناهم كتابا) يأمرهم بما يفعلون (فهم على بينة منه؟!) قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وحمزة، وحفص عن عاصم: " على بينة " على التوحيد. وقرأ نافع، وابن عامر، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم:
" بينات " جمعا. والمراد: البيان بأن مع الله شريكا (بل إن يعد الظالمون) يعني المشركين يعد (بعضهم بعضا) أن الأصنام تشفع لهم، وأنه لا حساب عليهم ولا عقاب. وقال مقاتل: ما يعد الشيطان الكفار من شفاعة الآلهة إلا باطلا.