أي: طلعت، يقال: أشرقنا: دخلنا في الشروق، كما يقال: أمسينا وأصبحنا. وقرأ الحسن، وأيوب السختياني: " فأتبعوهم " بالتشديد.
قوله تعالى: (فلما تراءى الجمعان) و قرأ أبو رجاء، والنخعي، والأعمش: " تراأى " بكسر الراء وفتح الهمزة، أي: تقابلا بحيث يرى كل فريق صاحبه.
قوله تعالى: (كلا) أي: لن يدركونا (إن معي ربي سيهدين) أي: سيدلني على طريق النجاة.
قوله تعالى: (فانفلق) فيه إضمار " فضرب فانفلق "، أي: انشق الماء اثني عشر طريقا (فكان كل فرق) أي: كل جزء انفرق منه. وقرأ أبو المتوكل، وأبو الجوزاء، وعاصم الجحدري:
" كل فلق " باللام، (كالطود) وهو الجبل.
قوله تعالى: (وأزلفنا ثم الآخرين) أي: قربنا الآخرين من الغرق، وهم أصحاب فرعون.
وقال أبو عبيدة: " أزلفنا " أي: جمعنا. قال الزجاج: وكلا القولين حسن، لأن جمعهم تقريب بعضهم من بعض، وأصل الزلفى في كلام العرب: القربى. وقرأ ابن مسعود، وأبي بن كعب، وأبو رجاء، والضحاك، وابن يعمر: " أزلقنا " بقاف، وكذلك قرأوا: " أزلقت الجنة " بقاف أيضا.
قوله تعالى: (إن في ذلك لآية) يعني: في إهلاك فرعون وقومه عبرة لمن بعدهم (وما كان أكثرهم) أي: لم يكن أكثر أهل مصر مؤمنين، إنما آمنت آسية، وخربيل مؤمن آل فرعون، وفنة الماشطة، ومريم - امرأة دلت موسى على عظام يوسف -، هذا قول مقاتل. وما أخللنا به من تفسير كلمات في قصة موسى، فقد سبق بيانها، وكذلك ما تفقد ذكره في مكان، فهو إما أن يكون قد سبق، وإما أن يكون ظاهرا، فتنبه لهذا.
واتل عليهم نبأ إبراهيم (69) إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون (70) قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين (71) قال هل يسمعونكم إذ تدعون (72) أو ينفعونكم أو يضرون (73) قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون (74) قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون (75) أنتم وآباؤكم الأقدمون (76) فإنهم عدو لي إلا رب العالمين (77) الذي خلقني فهو يهدين (78) و الذي