الأرض) يريد: في أرض الحجر، وفسادهم: كفرهم ومعاصيهم، وكانوا يسفكون الدماء ويثبتون على الأموال والفروج، وهم الذين عملوا في قتل الناقة. وروي عن سعيد بن جبير وعطاء بن أبي رباح قالا: كان فسادهم كسر الدراهم والدنانير، (قالوا) فيما بينهم (تقاسموا بالله) أي: احلفوا بالله (لنبيتنه) أي: لنقتلن و قرأ حمزة، و الكسائي: " لتبيتنه وأهله ثم لتقولن " بالتاء فيهما. وقرأ مجاهد، وأبو رجاء، وحميد بن قيس: " ليبيتنه " بياء وتاء مرفوعتين " ثم ليقولن " بياء مفتوحة وقاف مرفوعة وواو ساكنة ولام مرفوعة (لوليه) أي: لولي دمه إن سألنا عنه (ما شهدنا) أي: ما حضرنا (مهلك أهله) قرأ الأكثرون بضم الميم وفتح اللام، والمهلك يجوز أن يكون مصدرا بمعنى الإهلاك، ويجوز أن يكون الموضع. وروى أبو بكر، وأبان عن عاصم: بفتح الميم واللام، يريد الهلاك، يقال: هلك يهلك مهلكا. وروى عنه حفص، والمفضل: بفتح الميم وكسر اللام، وهو اسم المكان، على معنى: ما شهدنا موضع هلاكهم، فهذا كان مكرهم، فجازاهم الله عليه فأهلكهم. و في صفة إهلاكهم أربعة أقوال:
أحدها: أنهم أتوا دار صالح شاهرين سيوفهم، فرمتهم الملائكة بالحجارة فقتلتهم، قاله ابن عباس.
والثاني: رماهم الله بصخرة فقتلهم، قاله قتادة.
والثالث: أنهم دخلوا غارا ينتظرون مجيء صالح، فبعث الله صخرة سدت باب الغار، قاله ابن زيد.
والرابع: أنهم نزلوا في سفح جبل ينتظر بعضهم بعضا ليأتوا دار صالح، فجثم عليهم الجبل فأهلكهم، قاله مقاتل.
قوله تعالى: (أنا دمرناهم) قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي: " أنا دمرناهم " بفتح الألف.
وقرأ الباقون بكسرها. فمن كسر استأنف، ومن فتح، فقال أبو علي، فيه وجهان:
أحدهما: أن يكون بدلا من (عاقبة مكرهم).
والثاني: أن يكون محمولا على مبتدأ مضمر، كأنه قال: هو أنا دمرناهم.
قوله تعالى: (فتلك بيوتهم خاوية) قال الزجاج: هي منصوبة على الحال، المعنى: فانظر إلى بيوتهم خاوية.
ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون (54) أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون (55) فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا