والثالث: موسى، فالمعنى: بورك فيمن يطلبها وهو قريب منها.
يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم (9) وألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون (10) إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإني غفور رحيم (11) وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آيات إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قوما فاسقين (12) فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين (13) وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين (14) قوله تعالى: (إنه أنا الله) الهاء عماد في قول أهل اللغة، وعلى قول السدي: هي كناية عن المنادي، لأن موسى قال: من هذا الذي يناديني؟ فقيل: " إنه أنا الله ".
قوله تعالى: (وألق عصاك) في الآية محذوف، تقديره: فألقاها فصارت حية، (فلما رآها تهتز كأنها جان) قال الفراء: الجان: الحية التي ليست بالعظيمة ولا بالصغيرة.
قوله تعالى: (ولم يعقب) فيه قولان:
أحدهما: لم يلتفت، قاله قتادة.
والثاني: لم يرجع، قاله ابن قتيبة، والزجاج قال ابن قتيبة: وأهل النظر يرون أنه مأخوذ من العقب..
قوله تعالى: (إني لا يخاف لدي المرسلون) أي: لا يخافون عندي. وقيل: أراد: في الموضع الذي يوحي إليهم فيه، فكأنه نبهه على أن من آمنه الله بالنبوة من عذابه لا ينبغي أن يخاف من حية. و في قوله تعالى: (إلا من ظلم) ثلاثة أقوال:
و في قوله تعالى: (إلا من ظلم) ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه استثناء صحيح، قاله الحسن، وقتادة، ومقاتل، والمعنى: إلا من ظلم منهم فإنه يخاف. قال ابن قتيبة: علم الله تعالى أن موسى مستشعر خيفة من ذنبه في الرجل الذي وكزه، فقال: " إلا من ظلم ثم بدل حسنا " أي: توبة وندما، فإنه يخاف، وإني غفور رحيم.
والثاني: أنه استثناء منقطع، والمعنى: لكن من ظلم فإنه يخاف، قاله ابن السائب، والزجاج.
وقال الفراء: " من " مستثناة من الذين تركوا في الكلام، كأنه قال: لا يخاف لدي المرسلون، إنما