به، وإنما قاله استدلالا عليهم، والمعنى: أن ما وافقتموني عليه موجب لصحة قولي فيما خالفتموني فيه.
قوله تعالى: (والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي) يعني: ما يجري على مثلي من الزلل، والمفسرون يقولون: إنما عنى الكلمات الثلاث التي ذكرناها في الأنبياء، (يوم الدين) يعني:
يوم الحشر والحساب، وهذا احتجاج على قومه أنه لا تصلح الإلهية إلا لمن فعل هذه الأفعال.
رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين (83) واجعل لي لسان صدق في الآخرين (84) واجعلني من ورثة جنة النعيم (85) واغفر لأبي إنه كان من الضالين (86) ولا تخزني يوم يبعثون (87) يوم لا ينفع مال ولا بنون (88) إلا من أتى الله بقلب سليم (89) قوله تعالى: (هب لي حكما) فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: النبوة، قاله أبو صالح، عن ابن عباس.
والثاني: اللب، قاله عكرمة.
والثالث: الفهم والعلم، قاله مقاتل، وقد بينا قوله: (وألحقني بالصالحين) في سورة يوسف، وبينا معنى (لسان صدق) في مريم والمراد بالآخرين: الذين يأتون بعده إلى يوم القيامة.
قوله تعالى: (واغفر لأبي) قال الحسن: بلغني أن أمه كانت مسلمة على دينه، فلذلك لم يذكرها.
فإن قيل: فقد قال: (اغفر لي ولوالدي).
قيل: أكثر الذكر إنما جرى لأبيه، فيجوز أن يسأل الغفران لأمه وهي مؤمنة، فأما أبوه فلا شك في كفره. وقد بينا سبب استغفاره لأبيه في براءة، وذكرنا معنى الخزي في آل عمران.
قوله تعالى: (يوم يبعثون) يعني: الخلائق.