والرابع: من بحر سدوم، قاله وهب بن منبه.
والخامس: أنها تخرج بتهامة بين الصفا والمروة، حكاه الزجاج، وقد روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " تخرج الدابة معها خاتم سليمان، وعصا موسى، فتجلو وجه المؤمن بالعصا وتحطم أنف الكافر بالخاتم، حتى إن أهل البيت ليجتمعون، فيقول هذا: يا مؤمن، ويقول هذا: يا كافر ". وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " تسم المؤمن بين عينيه: مؤمن، و تسم الكافر بين عينيه وتكتب بين عينيه: كافر، وتصرخ ثلاث صرخات يسمعها من بين الخافقين ". وقال حذيفة بن أسيد:
إن للدابة ثلاث خرجات: خرجة في بعض البوادي ثم تنكتم، وخرجة في بعض القرى ثم تنكتم، فبينما الناس عند أشرف المساجد - يعني المسجد الحرام - إذ ارتفعت الأرض، فانطلق الناس هرابا، فلا يفوتونها، حتى إنها لتأتي الرجل وهو يصلي، فتقول: أتتعوذ بالصلاة، والله ما كنت من أهل الصلاة، فتخطمه، وتجلو وجه المؤمن. وقال عبد الله بن عمرو: إنها تنكت في وجه الكافر نكتة سوداء فتفشو في وجهه فيسود وجهه، وتنكت في وجه المؤمن نكتة بيضاء فتفشو في وجهه حتى يبيض وجهه، فيعرف الناس المؤمن والكافر، ولكأني بها قد خرجت في عقب ركب من الحاج.
قوله تعالى: (تكلمهم) قرأ الأكثرون بتشديد اللام، فهو من الكلام. و فيما تكلمهم به ثلاثة أقوال:
أحدها: أنها تقول لهم: إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون، قاله قتادة.
والثاني: تكلمهم ببطلان الأديان سوى دين الإسلام، قاله السدي.
والثالث: تقول: هذا مؤمن، وهذا كافر، حكاه الماوردي.
وقرأ ابن أبي عبلة، والجحدري: بتسكين الكاف وكسر اللام فهو من الكلم، قال ثعلب:
والمعنى: تجرحهم. وسئل ابن عباس عن القراءتين، فقال: كل ذلك والله تفعله تكلم المؤمن، وتكلم الفاجر والكافر، أي: تجرحه.
قوله تعالى: (أن الناس) قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي بفتح الهمزة، وكسرها الباقون، فمن فتح أراد: تكلمهم بأن الناس، وهكذا قرأ ابن مسعود، وأبو عمران الجوني: " تكلمهم بأن الناس " بزيادة باء مع فتح الهمزة، ومن كسر، فلأن معنى " تكلمهم " تقول لهم: إن الناس، والكلام قول.
ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون (83) حتى إذا جاء