قوله تعالى: (قل يجمع بيننا ربنا) يعني عند البعث في الآخرة (ثم يفتح بيننا) أي يقضي (بالحق) أي: بالعدل (وهو الفتاح) القاضي (العليم) بما يقضي (قل) للكفار (أروني الذين ألحقتم به شركاء) أي: أعلموني من أي وجه ألحقتموهم وهم لا يخلقون ولا يرزقون (كلا) ردع وتنبيه، والمعنى: ارتدعوا عن هذا القول، وتنبهوا عن ضلالتكم، فليس الأمر على ما أنتم عليه.
وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون (28) ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين (29) قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون (30) قوله تعالى: (وما أرسلناك إلا كافة للناس) أي: عامة لجميع الخلائق. وفي الكلام تقديم، تقديره: وما أرسلناك إلا للناس كافة. وقيل: معنى " كافة للناس ": تكفهم عما هم عليه من الكفر، والهاء فيه للمبالغة.
(ويقولون متى هذا الوعد) يعنون العذاب الذي يعدهم به في يوم القيامة، وإنما قالوا هذا، لأنهم ينكرون البعث، (قل لكم ميعاد يوم) وفيه قولان:
أحدهما: أنه يوم الموت عند النزع والسياق، قاله الضحاك.
والثاني: يوم القيامة، قاله أبو سليمان الدمشقي.
وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين (31) قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين (32) وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا وأسروا الندامة لما رأوا