والرابع: أن الله تعالى لما ذكر أزواج رسوله دخل النساء المسلمات عليهن فقلن: ذكرتن ولم نذكر، ولو كان فينا خير ذكرنا، فنزلت هذه الآية، قاله قتادة.
والخامس: أن أسماء بنت عميس لما رجعت من الحبشة دخلت على نساء رسول الله [صلى الله عليه وسلم] فقالت: هل نزل فينا شئ من القرآن؟ قلن: لا، فأتت رسول الله [صلى الله عليه وسلم]، فقالت: يا رسول الله إن النساء لفي خيبة وخسار، قال: " ومم ذاك "؟ قالت: لأنهن لا يذكرن بخير كما يذكر الرجال، فنزلت هذه الآية، ذكره مقاتل بن حيان.
وقد سبق تفسير ألفاظ الآية في مواضع.
وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا (36) وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا (37) قوله تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة...) الآية، في سبب نزولها قولان:
أحدهما: أن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] انطلق يخطب زينب بنت جحش لزيد بن حارثة، فقالت: لا أرضاه، ولست بناكحته، فقال رسول الله [صلى الله عليه وسلم]: " بلى فانكحيه، فإني قد رضيته لك "، فأبت. فنزلت هذه الآية. وهذا المعنى مروي عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والجمهور. وذكر بعض المفسرين أن عبد الله بن جحش أخا زينب كره ذلك كما كرهته زينب، فلما نزلت الآية رضيا وسلما. قال مقاتل: والمراد بالمؤمن: عبد الله بن جحش، والمؤمنة: زينب بنت جحش.