يتقبل مع الشرك، و في الهباء خمسة أقوال:
أحدها: أنه ما رأيته يتطاير في الشمس التي تدخل من الكوة مثل الغبار، قاله علي [رضي الله عنه]، والحسن، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وعكرمة، واللغويون، والمعنى أن الله أحبط أعمالهم حتى صارت بمنزلة الهباء.
والثاني: أنه الماء المهراق، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس.
والثالث: أنه ما تنسفه الرياح وتذريه من التراب وحطام الشجر، رواه عطاء الخراساني عن ابن عباس.
والرابع: أنه الشرر الذي يطير من النار إذا أضرمت، فإذا وقع لم يكن شيئا، رواه عطية عن ابن عباس.
والخامس: أنه ما يسطع من حوافر الدواب، قاله مقاتل. والمنثور: المتفرق.
قوله تعالى: (أصحاب الجنة يومئذ) أي: يوم القيامة، (خير مستقرا) أفضل منزلا من المشركين (وأحسن مقيلا) قال الزجاج: المقيل: المقام وقت القائلة، وهو النوم نصف النهار.
وقال الأزهري: القيلولة عند العرب: الاستراحة نصف النهار إذا اشتد الحر وإن لم يكن مع ذلك نوم. وقال ابن مسعود، وابن عباس: لا ينتصف النهار من يوم القيامة حتى يقبل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار.
ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا (25) الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا (26) ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا (27) يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا (28) لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا (29) قوله تعالى: (ويوم تشقق السماء) هذا معطوف على قوله: (يوم يرون الملائكة)، وقرأ ابن كثير، ونافع، وابن عامر: " تشقق " بالتشديد، فأدغموا التاء في الشين، لأن الأصل:
تتشقق. قال الفراء: المعنى: تتشقق السماء عن الغمام، وتنزل فيه الملائكة، و " على " و " عن " و " الباء " في هذا الموضع بمعنى واحد. لأن العرب تقول: رميت عن القوس، وبالقوس، وعلى القوس، والمعنى واحد. وقال أبو علي الفارسي: المعنى: تتشقق السماء وعليها غمام، كما تقول: ركب الأمير بسلاحه، وخرج بثيابه، وإنما تتشقق السماء لنزول الملائكة. قال ابن عباس: تتشقق السماء عن الغمام، وهو الغيم الأبيض، وتنزل الملائكة في