تركت ديني هذا لشئ، فكلي، وإن شئت لا تأكلي، فلما رأت ذلك أكلت فأنزلت هذه الآية. وقيل:
أنها نزلت في عياش بن أبي ربيعة، وقد جرى له مع أمه نحو هذا. ذكر بعض المفسرين أن هذه الآية، التي في لقمان وفي الأحقاف: نزلن في قصة سعد.
قال الزجاج: من قرأ: " حسنا " فمعناه: ووصينا الإنسان أن يفعل بوالديه ما يحسن، ومن قرأ: " إحسانا " فمعناه: ووصينا الإنسان أن يحسن إلى والديه، وكان " حسنا " أعم في البر.
(وإن جاهداك) قال أبو عبيدة: مجاز هذا الكلام مجاز المختصر الذي فيه ضمير، والمعنى: وقلنا له: وإن جاهداك.
قوله تعالى: (لتشرك بي) معناه: لتشرك بي شريكا لا تعلمه لي وليس لأحد بذلك علم، (فلا تطعهما).
قوله تعالى: (لندخلنهم في الصالحين) أي: في زمرة الصالحين في الجنة. وقال مقاتل: " في " بمعنى " مع ".
ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم أو ليس الله بأعلم بما في صدور العالمين (10) وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين (11) قوله تعالى: (ومن الناس من يقول آمنا بالله) اختلفوا فيمن نزلت على أربعة أقوال:
أحدها: أنها نزلت في المؤمنين الذين أخرجهم المشركون إلى بدر فارتدوا، رواه عكرمة عن ابن عباس.
والثاني: نزلت في قوم كانوا يؤمنون بألسنتهم، فإذا أصابهم بلاء من الله [تعالى] أو مصيبة في أنفسهم وأموالهم افتتنوا، قاله مجاهد.