" بزينة " في موضع نصب. وقرأ أبي بن كعب، ومعاذ القارئ، وأبو نهيك، وأبو حصين الأسدي في آخرين: " بزينة " بالتنوين " الكواكب " برفع الباء، قال الزجاج: والمعنى، إنا زينا السماء الدنيا بأن زينتها الكواكب وبأن زينت الكواكب. (وحفظا) أي: وحفظناها حفظا. فأما المارد، فهو العاتي، وقد شرحنا هذا في قوله تعالى: (شيطانا مريدا).
قوله تعالى: (لا يسمعون) قال الفراء: " لا " هاهنا كقوله تعالى: (كذلك سلكناه في قلوب المجرمين. لا يؤمنون به)، ويصلح في " لا " على هذا المعنى الجزم، و العرب تقول: ربطت فرسي لا ينفلت. وقال غيره: لكي لا يسمعوا إلى الملأ الأعلى، وهم الملائكة الذين في السماء.
وقرأ حمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم: " لا يسمعون " بتشديد السين، وأصله: يتسمعون، فأدغمت التاء في السين، وإنما قال: (إلى الملأ الأعلى) لأن العرب تقول: سمعت فلانا، وسمعت من فلان، وإلى فلان.
(ويقذفون من كل جانب) بالشهب (دحورا) قال قتادة: أي قذفا بالشهب. وقال ابن قتيبة:
أي: طردا، يقال: دحرته دحرا ودحورا، أي: دفعته. وقرأ علي بن أبي طالب، وأبو رجاء، وأبو عبد الرحمن، والضحاك، وأيوب السختياني، وابن أبي عبلة: " دحورا " بفتح الدال، وفي " الواصب " قولان:
أحدهما: أنه الدائم، قاله ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، وقتادة، والفراء، وابن قتيبة.
والثاني: أنه الموجع، قاله أبو صالح، والسدي. وفي زمان هذا العذاب قولان:
أحدهما: أنه في الآخرة.
والثاني: [أنه] في الدنيا، فهم يخرجون بالشهب ويخلون إلى النفخة الأولى في الصور.
قوله تعالى: (إلا من خطف الخطفة) قرأ ابن السميفع: " خطف " بفتح الخاء وكسر الطاء وتشديدها. وقرأ أبو رجاء، والجحدري: بكسر الخاء والطاء جميعا وبالتخفيف. و قال الزجاج:
خطف وخطف، بفتح الطاء وكسرها، يقال: خطفت أخطف، وخطفت أخطف: إذا أخذت الشئ بسرعة، ويجوز " إلا من خطف " بفتح الخاء وتشديد الطاء، ويجوز " خطف " بكسر الخاء و فتح الطاء، والمعنى: اختطف، فأدغمت التاء في الطاء، وسقطت الألف لحركة الخاء، فمن فتح الخاء، ألقى عليها فتحة التاء التي كانت في " اختطف "، ومن كسر الخاء، فلسكونها وسكون الطاء. فأما من روى " خطف " بكسر الخاء والطاء، فلا وجه لها إلا وجها ضعيفا جدا، وهو أن يكون على