أحب إلى من هذا المسجى. وقوله في رواية سويد بن غفلة والجم الغفير من أصحابه ألا إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم بعد أبي بكر عمر ثم الله أعلم بالخير حيث هو وروايته عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لهما (هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين) وقوله ما حدثني أحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أحلفته إلا أبا بكر وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر في نظائر هذه الأقاويل المشهورة عنه في مدحهم وتقريظهم وحس الثناء عليهم وأنه راض بإمامتهم وأنه لو كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد نص عليه وقطع العذر في بابه لم يجز أنه يقول فيمن غصبه وجحده حقه هذه الأقاويل وتكون أفعاله معهم واقتداؤه بهم ما ذكرنا فكيف تركتم هذا الظاهر المعلوم من قوله وفعله إلى تعليل النفوس وشهواتها وتسويفها للأماني فإن قالوا كل هذا الذي ظهر منه على سبيل التقية والإرهاب والخوف منهم قيل لهم وما الحجة في ذلك مع ما فيه من القدح وسوء القول في أمي والمؤمنين فلا يجدون في ذلك متعلقا.
ثم يقال لهم كيف لم تستدلوا على إثبات النص لأبي بكر رضي الله عنه بقوله صلى الله عليه وسلم (يؤم الناس أبو بكر) وقوله (يأبى الله ورسوله والمسلمون إلا أبا بكر) وقوله لعائشة (إنكن صواحبات يوسف يأبى الله إلا أبا بكر) وقوله (اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر)