هذه الإقرارات عنه كثيرة بأنه نبي وعبد مرسل ومألوه مدبر فوجب أنه ليس بإله.
فإن قالوا هذه الإقرارات واقعة من ناسوت المسيح دون لاهوته قيل لهم فما أنكرتم أن يكون كل إقرار سمع من نبي بأنه خلق وعبد ونبي فإنه إقرار ناسوته دون لاهوته فهل تجدون في ذلك فصلا؟.
وإن قالوا: إنما قلنا إن المسيح إله لأن الله قال في الكتب إنه إله وسماه بذلك فقال العذراء البتول تحمل وتلد ابنا يدعى أو يسمى إلها يقال لهم فقد قلتم قال الله لموسى إني قد جعلتك إلها لهارون وجعلتك إله فرعون على معنى أنك مدبر له وآمر له وواجب عليه طاعتك فقد كانت هذه لغة ثم يقال لهم لم يخبر الله تعالى بأنه هو سماه أو يسميه إلها وإنما قال يدعى اسمه إلها فيمكن أن يكون أراد أن قوما يغلون في تعظيمه ويدعونه بذلك ويتجاوزون به الحد ويكذبون في ذلك ويفترون فمن أين لكم ما سمي به من ذلك واجب صحيح فلا يجدون إلى ذلك سبيلا.
وإن هم قالوا إنما قلنا إن عيسى إله وإن الكلمة اتحدت به لأنه ولد