الذي جعل الأجسام بالحدوث أولى من الكلمة؟.
ويقال لليعقوبية إذا جاز أن ينقلب ما ليس بلحم ولا دم لنفسه وما هو مخالف للدم واللحم لنفسه لحما ودما بالاتحاد فلم لا يجوز أن تنقلب الكلمة التي تخالف المحدثات لنفسها وليست بمحدثة لنفسها محدثة بالاتحاد فيصير القديم لنفسه بالاتحاد محدثا عند اتحاده كما صار لحما ودما عند اتحاده ولم لا يصير المحدث لنفسه قبل اتحاد القديم به قديما عند اتحاد القديم به فيخرج عن أن يكون لحما ودما عند اتحاده في المتحد به فتصير الطبيعتان واحدة ويصير ما ليس بلحم ودم لحما ودما وما هو لحم ودم غير لحم ولا دم فلا يجدون إلى دفع ذلك سبيلا.
وأما قول من قال إن الاتحاد هو حلول الكلمة في الناسوت من غير مماسة وأنه كحلول الباري سبحانه في السماء وكحلوله على العرش من غير مماسة لهما فإنه باطل غير معقول وذلك أن الباري سبحانه ليس في السماء ولا هو مستو على عرشه بمعنى حلوله على العرش لأنه لو كان حالا في أحدهما ومستويا على الآخر بمعنى الحلول لوجب أن يكون مماسا لهما لا محالة.
وأما قولهم إن العقل جوهر حال في النفس مماس لها فإنه باطل لأن الجوهر لا يحل في العرض وإنما يحل في الجسم على معنى المماسة له والاعتماد عليه واتخاذه مكانا يعتمده ويحيط به من جهاته