المتحد بالجسد أن يكون الأب متحدا به فهذا كله ترك لقولهم إن ركبوه.
فإن قالوا إنما وجبت آلهية المسيح لأنه قال وهو الصادق في قوله أنا قبل إبراهيم وهو إنسان من ولد إبراهيم فعلمنا بذلك أنه قبل إبراهيم بلاهوته وابنه بناسوته. يقال لهم فما أنكرتم أن يكون المراد بقوله أنا قبل إبراهيم أن كثيرا من ديني وشرعي كان متعبدا به مشروعا قبل إبراهيم على لسان بعض الرسل أو ما أنكرتم أن يكون أراد بقوله أنا قبل إبراهيم أي مكتوب عند الله وأنا معروف قبل إبراهيم عند قوم من الملائكة أو أنا مبعوث إلى المحشر قبل إبراهيم إذ لا يجوز إثبات الربوبية بجسد أكل الطعام ومشي في الأسواق. والقول بأن اللاهوت اتحد به قول بعيد لا يحتمل التأويل وفي سفر الأمثال وقد قال سليمان عليه السلام في كتابه أنا قبل الدنيا وكنت مع الله سبحانه حيث مد الأرض وكنت صبيا ألعب بين يدي الله تعالى ولم يجب أن يكون سليمان قبل الدنيا أو مع الله سبحانه حيث مد الأرض بلاهوته وأن يكون ابنا لداود بناسوته فإن