بسم الله الرحمن الرحيم القول في تأويل قوله تعالى:
* (واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبد نا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شئ قدير) *.
قال أبو جعفر: وهذا تعليم من الله عز وجل المؤمنين قسم غنائمهم إذا غنموها، يقول تعالى ذكره: واعلموا أيها المؤمنون أنما غنمتم من غنيمة.
واختلف أهل العلم في معنى الغنيمة والفئ، فقال بعضهم: فيهما معنيان كل واحد منهما غير صاحبه. ذكر من قال ذلك:
12484 - حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا حميد بن عبد الرحمن، عن الحسن بن صالح، قال: سألت عطاء بن السائب عن هذه الآية: واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وهذه الآية: ما أفاء الله على رسوله قال قلت: ما الفئ وما الغنيمة؟ قال:
إذا ظهر المسلمون على المشركين وعلى أرضهم، وأخذوهم عنوة فما أخذوا من مال ظهروا عليه فهو غنيمة، وأما الأرض فهي في سوادنا هذا فئ.
وقال آخرون: الغنيمة ما أخذ عنوة. والفئ: ما كان عن صلح. ذكر من قال ذلك:
12485 - حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن سفيان الثوري، قال: الغنيمة: ما أصاب المسلمون عنوة بقتال فيه الخمس، وأربعة أخماسه لمن شهدها. والفئ: ما