12846 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: أمر الله رسوله بجهاد أهل الشرك ممن نقض من أهل العهد ومن كان من أهل العهد العام بعد الأربعة الأشهر التي ضرب لهم أجلا، إلا أن يعودوا فيها على دينهم فيقبل بعد. ثم قال: ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم وهموا باخراج الرسول... إلى قوله: والله خبير بما تعملون. القول في تأويل قوله تعالى:
* (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين) *.
يقول تعالى ذكره: قاتلوا أيها المؤمنون بالله ورسوله هؤلاء المشركين الذين نكثوا أيمانهم ونقضوا عهودهم بينكم وبينهم، وأخرجوا رسول الله (ص) من بين أظهرهم.
يعذبهم الله بأيديكم يقول: يقتلهم الله بأيديكم. ويخزهم يقول: ويذلهم بالأسر والقهر. وينصركم عليهم فيعطيكم الظفر عليهم والغلبة. ويشف صدور قوم مؤمنين يقول: ويبرئ داء صدور قوم مؤمنين بالله ورسوله بقتل هؤلاء المشركين بأيديكم وإذلالكم وقهركم إياهم، وذلك الداء هو ما كان في قلوبهم عليهم من الموجدة بما كانوا ينالونهم به من الأذى والمكروه. وقيل: إن الله عنى بقوله: ويشف صدور قوم مؤمنين: صدور خزاعة حلفاء رسول الله (ص)، وذلك أن قريشا نقضوا العهد بينهم وبين رسول الله (ص) بمعونتهم بكرا عليهم. ذكر من قال ذلك:
12847 - حدثنا محمد بن المثنى وابن وكيع قالا: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن الحكم، عن مجاهد في هذه الآية: ويشف صدور قوم مؤمنين قال: خزاعة.
12848 - حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا عمرو بن محمد العنقزي، عن أسباط، عن السدي: ويشف صدور قوم مؤمنين قال خزاعة يشف صدورهم من بني بكر.
* - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي، مثله.
12849 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: ويشف صدور قوم مؤمنين خزاعة حلفاء محمد (ص).