لأستغفرن أكثر من سبعين مرة، فلعل الله أن يغفر لهم فقال الله من شدة غضبه عليهم:
سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين.
13239 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم فقال نبي الله: قد خيرني ربي فلأزيدنهم على سبعين فأنزل الله سواء عليهم استغفرت لهم... الآية، * - حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، قال: لما نزلت: إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم فقال النبي (ص): لأزيدن على سبعين فقال الله: سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم. القول في تأويل قوله تعالى:
* (فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون) *.
يقول تعالى ذكره: فرح الذين خلفهم الله عن الغزو مع رسوله والمؤمنين به وجهاد أعدائه بمقعدهم خلاف رسول الله يقول: بجلوسهم في منازلهم خلاف رسول الله، يقول: على الخلاف لرسول الله في جلوسه ومقعده. وذلك أن رسول الله (ص) أمرهم بالنفر إلى جهاد أعداء الله، فخالفوا أمره وجلسوا في منازلهم. وقوله: خلاف مصدر من قول القائل: خالف فلان فلانا فهو يخالفه خلافا فلذلك جاء مصدره على تقدير فعال، كما يقال:
قاتله فهو يقاتله قتالا، ولو كان مصدرا من خلفه، لكانت القراءة: بمقعدهم خلف رسول الله، لان مصدر خلفه خلف، لا خلاف، ولكنه على ما بينت من أنه مصدر خالف، فقرئ: خلاف رسول الله وهي القراءة التي عليها قراءة الأمصار، وهي الصواب عندنا.
وقد تأول بعضهم ذلك، بمعنى: بعد رسول الله (ص)، واستشهد على ذلك بقول الشاعر:
عقب الربيع خلافهم فكأنما * بسط الشواطب بينهن حصيرا