ذلك وفراقه، فصانعوا القوم بالنفاق ودافعوا عن أنفسهم وأموالهم وأولادهم بالكفر ودعوى الايمان، وفي أنفسهم ما فيها من البغض لرسول الله (ص) وأهل الايمان به والعداوة لهم، فقال الله واصفهم بما في ضمائرهم: لو يجدون ملجأ أو مغارات... الآية.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
13065 - حدثني المثنى، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: لو يجدون ملجأ الملجأ: الحرز في الجبال، والمغارات: الغيران في الجبال. وقوله: أو مدخلا والمدخل: السرب.
* - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا لولوا إليه وهم يجمحون ملجأ، يقول: حرزا، أو مغارات يعني الغيران. أو مدخلا يقول: ذهابا في الأرض، وهو النفق في الأرض، وهو السرب.
13066 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا قال: حرزا لهم يفرون إليه منكم.
13067 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، قوله: لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا قال: محرزا لهم، لفروا إليه منكم. وقال ابن عباس قوله: لو يجدون ملجأ حرزا أو مغارات، قال: الغيران. أو مدخلا قال: نفقا في الأرض.
13068 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة: لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا يقول: لو يجدون ملجأ: حصونا، أو مغارات غيرانا. أو مدخلا أسرابا. لولوا إليه وهم يجمحون. القول في تأويل قوله تعالى:
* (ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون) *.