جامع البيان - إبن جرير الطبري - ج ١٠ - الصفحة ١٧٥
ذكروا يجب التسليم له، ولا حجة تأتي بصحة ذلك، وقد رأى ثبوت الحكم بذلك عدد من الصحابة والتابعين سنذكرهم بعد. وجائز أن يكون قوله: إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما لخاص من الناس، ويكون المراد به من استنفره رسول الله (ص)، فلم ينفر على ما ذكرنا من الرواية عن ابن عباس. وإذا كان ذلك كذلك، كان قوله: وما كان المؤمنون لينفروا كافة نهيا من الله المؤمنين عن إخلاء بلاد الاسلام بغير مؤمن مقيم فيها، وإعلاما من الله لهم أن الواجب النفر على بعضهم دون بعض، وذلك على من استنفر منهم دون من لم يستنفر.
وإذا كان ذلك كذلك لم يكن في إحدى الآيتين نسخ للأخرى، وكان حكم كل واحدة منهما ماضيا فيما عنيت به. القول في تأويل قوله تعالى:
* (إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم) *.
وهذا إعلام من الله أصحاب رسوله (ص) أنه المتوكل بنصر رسوله على أعداء دينه وإظهاره عليهم دونهم، أعانوه أو لم يعينوه، وتذكير منه لهم فعل ذلك به، وهو من العدد في قلة والعدو في كثرة، فكيف به وهو من العدد في كثرة والعدو في قلة؟ يقول لهم جل ثناؤه: إلا تنفروا أيها المؤمنون مع رسولي إذا استنفركم فتنصروه، فالله ناصره ومعينه على عدوه ومغنيه عنكم وعن معونتكم ونصرتكم كما نصره إذ أخرجه الذين كفروا بالله من قريش من وطنه وداره ثاني اثنين يقول: أخرجوه وهو أحد الاثنين: أي واحد من الاثنين، وكذلك تقول العرب: هو ثاني اثنين يعني أحد الاثنين، وثالث ثلاثة، ورابع أربعة، يعني: أحد ثلاثة، وأحد الأربعة، وذلك خلاف قولهم: هو أخو ستة وغلام سبعة، لان الأخ والغلام غير الستة والسبعة، وثالث الثلاثة: أحد الثلاثة. وإنما عنى جل ثناؤه بقوله: ثاني اثنين رسول الله (ص) وأبا بكر، رضي الله عنه، لأنهما كانا اللذين خرجا هاربين من قريش، إذ هموا بقتل رسول الله (ص) واختفيا في الغار. وقوله: إذ هما في الغار يقول إذ رسول الله (ص) وأبو بكر رحمة الله عليه في الغار والغار: النقب العظيم يكون في الجبل. إذ يقول لصاحبه يقول: إذ يقول رسول الله لصاحبه أبي بكر:
لا تحزن وذلك أنه خاف من الطلب أن يعلموا بمكانهما، فجزع من ذلك، فقال له
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 41 واعلموا أنما غنمتم من شيء 3
2 42 إذ أنتم بالعدوة الدنيا 14
3 43 إذ يريكهم الله في منامك قليلا 17
4 44 وإذ يريكموهم إذا لقيتم في أعينكم 19
5 45 يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة 20
6 46 وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا 21
7 47 ولا تكونوا كالذين خرجوا 22
8 48 وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم 25
9 49 إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم 28
10 50 ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا 30
11 52 كدأب آل فرعون والذين من قبلهم 32
12 53 ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة 32
13 54 كدأب آل فرعون والذين من قبلهم 33
14 55 إن شر الدواب عند الله 33
15 56 الذين عاهدت منهم ثم ينقضون 33
16 57 فإنما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم 34
17 58 وإما تخافن من قوم خيانة 35
18 59 ولا تحسبن الذين كفروا سبقوا 37
19 60 وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة 39
20 61 وإن جنحوا للسلم فاجنح لها 43
21 62 وإن يريدوا أن يخدعوك 46
22 63 وألف بين قلوبهم 46
23 64 يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك 48
24 65 يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال 49
25 66 الآن خفف الله عنكم 49
26 67 ما كان لنبي أن يكون له أسرى 54
27 68 لولا كتاب من الله سبق 58
28 69 فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا 63
29 70 يا أيها النبي قل لمن في أيديكم 63
30 71 وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا 65
31 72 إن الذين آمنوا وهاجروا 66
32 73 والذين كفروا بعضهم أولياء بعض 71
33 74 والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا 73
34 75 والذين آمنوا من بعد وهاجروا 74
35 سورة التوبة 1 براءة من الله ورسوله 76
36 2 فسيحوا في الأرض أربعة أشهر 76
37 3 وأذان من الله ورسوله إلى الناس 87
38 4 إلا الذين عاهدتم من المشركين 99
39 5 فإذا إنسلخ الأشهر الحرم 100
40 6 وإن أحد من المشركين استجارك 103
41 7 كيف يكون للمشركين عهد عند الله 105
42 8 كيف وإن يظهروا عليكم 107
43 9 اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا 111
44 10 لا يرقبون في المؤمن إلا ولا ذمة 111
45 11 فإن تابوا وأقاموا الصلاة 112
46 12 وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم 113
47 13 ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم 116
48 14 قاتلوهم يعذبهم الله بأيديهم 117
49 15 ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله 118
50 16 أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله 118
51 17 ما كان للمشركين أن يعمروا 120
52 18 إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله 121
53 19 أجعلتم سقاية الحاج 122
54 20 الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا 125
55 21 يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان 125
56 22 خالدين فيها أبدا 126
57 23 يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آبائكم 126
58 24 قل إن كان آبائكم وأبناؤكم 127
59 25 لقد نصركم الله في مواطن كثيرة 128
60 26 ثم أنزل الله سكينته على رسوله 134
61 27 ثم يتوب الله من بعد ذلك 135
62 28 يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون 135
63 29 قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله 140
64 30 وقالت اليهود عزيز ابن الله 142
65 31 اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا 146
66 32 يريدون أن يطفؤا نور الله 149
67 33 هو الذي أرسله رسوله بالهدى 150
68 34 يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا 151
69 35 يوم يحمى عليها في نار جهنم 158
70 36 إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر 161
71 37 إنما النسيء زيادة في الكفر 167
72 38 يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل 172
73 39 إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما 173
74 40 إلا تنصروه فقد نصره الله 175
75 41 انفروا خفافا وثقالا 177
76 42 لو كان عرضا قريبا 182
77 43 عفا الله عنك لم أذنت لهم 183
78 44 لا يستأذنك الذين يأمنون بالله 184
79 45 إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله 185
80 46 ولو أرادوا الخروج 185
81 47 لو خرجوا فيكم 186
82 48 لقد ابتغوا الفتنة من قبل 189
83 49 ومنهم من يقول أئذن لي 191
84 50 إن تصبك حسنة تسؤهم 192
85 51 قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا 193
86 52 قل هل تربصون بنا 194
87 53 قل أنفقوا طوعا أو كرها 195
88 54 وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم 196
89 55 فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم 196
90 56 ويحلفون بالله إنهم لمنكم 198
91 57 لو يجدون ملجأ أو مغارات 198
92 58 ومنهم من يلزمك في الصدقات 199
93 59 ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله 202
94 60 إنما الصدقات للفقراء والمساكين 202
95 61 ومنهم الذين يؤذون النبي 215
96 62 يحلفون بالله لكم ليرضوكم 217
97 63 ألم يعلموا أنه من يحادد الله 218
98 64 يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة 218
99 65 ولئن سئلتهم ليقولن 219
100 66 لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم 221
101 67 المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض 222
102 68 وعد الله المنافقين والمنافقات 224
103 69 كالذين من قبلكم كانوا أشد 224
104 70 ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم 226
105 71 والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء 227
106 72 وعد الله المؤمنين والمؤمنات 228
107 73 يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين 233
108 74 يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا 235
109 75 ومنهم من عاهد الله 240
110 76 فلما آتاهم من فضله بخلوا به 240
111 77 فأعقبهم نفاقا في قلوبهم 240
112 78 ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم 246
113 79 الذين يلمزون المطوعين 247
114 80 استغفر لهم أو لا تستغفر لهم 253
115 81 فرح المخلفون بمقعدهم 255
116 82 فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا 257
117 83 فإن رجعك الله إلى طائفة منهم 258
118 84 ولا تصل على أحد منهم مات أبدا 260
119 85 ولا تعجبك أموالهم وأولادهم 263
120 86 وإذا نزلت سورة أن آمنوا بالله 263
121 87 رضوا بأن يكونوا مع الخوالف 265
122 88 لكن الرسول والذين آمنوا 265
123 89 أعد الله لهم جنات تجري 265
124 90 وجاء المعذرون من الأعراب 266
125 91 ليس على الضعفاء ولا على المرضى 268
126 92 ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم 269