رسول الله (ص) ذات يوم وهو في جهازه للجد بن قيس أخي بني سلمة: هل لك يا جد العام في جلاد بني الأصفر؟ فقال: يا رسول الله، أو تأذن لي ولا تفتني؟ فوالله لقد عرف قومي ما رجل أشد عجبا بالنساء مني، وإني أخشى إن رأيت نساء بني الأصفر أن لا أصبر عنهن فأعرض عنه رسول الله (ص)، وقال: أذنت لك، ففي الجد بن قيس نزلت هذه الآية ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني... الآية، أي إن كان إنما يخشى الفتنة من نساء بني الأصفر، وليس ذلك به، فما سقط فيه من الفتنة بتخلفه عن رسول الله (ص) والرغبة بنفسه عن نفسه أعظم.
13050 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني قال: هو رجل من المنافقين يقال له: جد بن قيس، فقال له رسول الله (ص) العام نغزو بني الأصفر ونتخذ منهم سراري ووصفانا. فقال: أي رسول الله، ائذن لي ولا تفتني، إن لم تأذن لي افتتنت ووقعت فغضب، فقال الله: ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين وكان من بني سلمة، فقال لهم النبي (ص): من سيدكم يا بني سلمة؟ فقالوا: جد بن قيس، غير أنه بخيل جبان. فقال النبي (ص): وأي داء أدوى من البخل، ولكن سيدكم الفتى الأبيض الجعد الشعر البراء بن معرور.
13051 - حدثني المثنى، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني يقول: ائذن لي ولا تحرجني. ألا في الفتنة سقطوا يعني: في الحرج سقطوا.
13052 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ولا تؤثمني ألا في الاثم سقطوا.
وقوله: وإن جهنم لمحيطة بالكافرين يقول: وإن النار لمطيفة بمن كفر بالله وجحد آياته وكذب رسله، محدقة بهم جامعة لهم جميعا يوم القيامة. يقول: فكفي للجد بن قيس وأشكاله من المنافقين بصليها خزيا. القول في تأويل قوله تعالى:
* (إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون) *.