المؤمنين عن موالاة أقربائهم الذين لم يهاجروا من أرض الشرك إلى دار الاسلام. ذكر من قال ذلك:
12869 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام قال:
أمروا بالهجرة، فقال العباس بن عبد المطلب: أنا أسقي الحاج وقال طلحة أخو بني عبد الدار: أنا صاحب الكعبة فلا نهاجر فأنزلت: لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء... إلى قوله: يأتي الله بأمره بالفتح، في أمره إياهم بالهجرة، هذا كله قبل فتح مكة. القول في تأويل قوله تعالى:
* (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين) *.
يقول تبارك وتعالى لنبيه محمد (ص): قل يا محمد للمتخلفين عن الهجرة إلى دار الاسلام المقيمين بدار الشرك: إن كان المقام مع آبائكم وأبنائكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم، وكانت أموال اقترفتموها يقول: اكتسبتموها، وتجارة تخشون كسادها بفراقكم بلدكم، ومساكن ترضونها فسكنتموها أحب إليكم من الهجرة إلى الله ورسوله من دار الشرك ومن جهاد في سبيله، يعني في نصرة دين الله الذي ارتضاه.
فتربصوا يقول: فتنظروا، حتى يأتي الله بأمره حتى يأتي الله بفتح مكة. والله لا يهدي القوم الفاسقين يقول: والله لا يوفق للخير الخارجين عن طاعته وفي معصيته.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
12870 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: حتى يأتي الله بأمره بالفتح.
* - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد: فتربصوا حتى يأتي الله بأمره فتح مكة.