يغز مع المسلمين عدوهم. لهم مغفرة يقول: لهم ستر من الله على ذنوبهم بعفوه لهم عنها، ورزق كريم يقول: لهم في الجنة طعم ومشرب هني كريم، لا يتغير في أجوافهم فيصير نجوا، ولكنه يصير رشحا كرشح المسك. وهذه الآية تنبئ عن صحة ما قلنا أن معنى قول الله: بعضهم أولياء بعض في هذه الآية، وقوله: ما لكم من ولايتهم من شئ إنما هو النصرة والمعونة دون الميراث لأنه جل ثناؤه عقب ذلك بالثناء على المهاجرين والأنصار والخبر عما لهم عنده دون من لم يهاجر بقوله: والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا... الآية، ولو كان مرادا بالآيات قبل ذلك الدلالة على حكم ميراثهم لم يكن عقيب ذلك إلا الحث على مضي الميراث على ما أمر، وفي صحة ذلك كذلك الدليل الواضح على أن لا ناسخ في هذه الآيات لشئ ولا منسوخ. القول في تأويل قوله تعالى:
* (والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل شئ عليم) *.
يقول تعالى ذكره: والذين آمنوا بالله ورسوله من بعد تبياني ما بينت من ولاية المهاجرين والأنصار بعضهم بعضا وانقطاع ولايتهم ممن آمن ولم يهاجر حتى يهاجر وهاجروا دار الكفر إلى دار الاسلام وجاهدوا معكم أيها المؤمنون، فأولئك منكم في الولاية يجب عليكم لهم من الحق والنصرة في الدين والموارثة مثل الذي يجب لكم عليهم ولبعضكم على بعض. كما:
12710 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: ثم رد المواريث إلى الأرحام التي بينها فقال: والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله أي في الميراث، إن الله بكل شئ عليم.
القول في تأويل قوله تعالى: وألوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل شئ عليم.
يقول تعالى ذكره: والمتناسبون بالأرحام بعضهم أولى ببعض في الميراث، إذا كانوا ممن قسم الله له منه نصيبا وحظا من الحليف والولي، في كتاب الله يقول: في حكم الله الذي كتبه في اللوح المحفوظ والسابق من القضاء. إن الله بكل شئ عليم يقول: إن