كتابه، فإن صفتهم أن بعضهم أنصار بعض وأعوانهم. يأمرون بالمعروف يقول: يأمرون الناس بالايمان بالله ورسوله، وبما جاء به من عند الله. ويقيمون الصلاة يقول: ويؤدون الصلاة المفروضة. ويؤتون الزكاة يقول: ويعطون الزكاة المفروضة أهلها. ويطيعون الله ورسوله فيأتمرون لأمر الله ورسوله وينتهون عما نهيناهم عنه. أولئك سيرحمهم الله يقول: هؤلاء الذين هذه صفتهم الذين سيرحمهم الله، فينقذهم من عذابه ويدخلهم جنته، لا أهل النفاق والتكذيب بالله ورسوله، الناهون عن المعروف، الآمرون بالمنكر، القابضون أيديهم عن أداء حق الله من أموالهم. إن الله عزيز حكيم يقول: إن الله ذو عزة في انتقامه ممن انتقم من خلقه على معصيته وكفره به، لا يمنعه من الانتقام منه مانع ولا ينصره منه ناصر، حكيم في انتقامه منهم في جميع أفعاله.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
13169 - حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، قال: كل ما ذكره الله في القرآن من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالامر بالمعروف: دعاء من الشرك إلى الاسلام، والنهي عن المنكر: النهي عن عبادة الأوثان والشياطين.
13170 - قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله:
يقيمون الصلاة قال: الصلوات الخمس. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم) *.
يقول تعالى ذكره: وعد الله الذين صدقوا الله ورسوله وأقروا به وبما جاء به من عند الله من الرجال والنساء جنات تجري من تحتها الأنهار يقول: بساتين تجري تحت أشجارها الأنهار، خالدين فيها يقول: لابثين فيها أبدا مقيمين لا يزول عنهم نعيمها.
ولا يبيد. ومساكن طيبة يقول: ومنازل يسكنونها طيبة.
وطيبها، أنها فيما ذكر لنا كما:
13171 - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا إسحاق بن سليمان، عن الحسن، قال: سألت