يقرهم بين أظهر الصحابة، ولا يسلك بجهادهم مسلك جهاد من قد ناصبه الحرب على الشرك بالله لان أحدهم كان إذا اطلع عليه أنه قد قال قولا كفر فيه بالله ثم أخذ به أنكره، وأظهر الاسلام بلسانه، فلم يكن (ص) يأخذه إلا بما أظهر له من قوله عند حضوره إياه وعزمه على إمضاء الحكم فيه، دون ما سلف من قول كان نطق به قبل ذلك، ودون اعتقاد ضميره الذي لم يبح الله لاحد الاخذ به في الحكم وتولى الاخذ به هو دون خلقه.
وقوله: وأغلظ عليهم يقول تعالى ذكره: واشدد عليهم بالجهاد والقتال والارهاب. وقوله: ومأواهم جهنم يقول: ومساكنهم جهنم وهي مثواهم ومأواهم.
وبئس المصير يقول: وبئس المكان الذي يصار إليه جهنم. القول في تأويل قوله تعالى:
* (يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير) *.
اختلف أهل التأويل في الذي نزلت فيه هذه الآية، والقول الذي كان قاله، الذي أخبر الله عنه أنه يحلف بالله ما قاله. فقال بعضهم: الذي نزلت فيه هذه الآية: الجلاس بن سويد بن الصامت.
وكان القول الذي قاله ما:
13190 - حدثنا به ابن وكيع، قال: ثنا معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه:
يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر قال: نزلت في الجلاس بن سويد بن الصامت، قال: إن كان ما جاء به محمد حقا، لنحن أشر من الحمير فقال له ابن امرأته:
والله يا عدو الله، لأخبرن رسول الله (ص) بما قلت، فإني إن لا أفعل أخاف أن تصيبني قارعة وأؤاخذ بخطيئتك فدعا النبي (ص) الجلاس، فقال: يا جلاس أقلت كذا وكذا؟ فحلف ما قال، فأنزل الله تبارك وتعالى: يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد