* (ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء والله غفور رحيم) *.
يقول تعالى ذكره: ثم يتفضل الله بتوفيقه للتوبة والإنابة إليه من بعد عذابه الذي به عذب من هلك منهم قتلا بالسيف على من يشاء أي يتوب الله على من يشاء من الاحياء يقبل به إلى طاعته والله غفور لذنوب من أناب وتاب إليه منهم ومن غيرهم منها، رحيم بهم فلا يعذبهم بعد توبتهم، ولا يؤاخذهم بها بعد إنابتهم. القول في تأويل قوله تعالى:
* (يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم) *.
يقول تعالى ذكره للمؤمنين به وبرسوله وأقروا بوحدانيته: ما المشركون إلا نجس.
واختلف أهل التأويل في معنى النجس وما السبب الذي من أجله سماهم بذلك، فقال بعضهم: سماهم بذلك لأنهم يجنبون فلا يغتسلون، فقال: هم نجس، ولا يقربوا المسجد الحرام، لان الجنب لا ينبغي له أن يدخل المسجد. ذكر من قال ذلك:
12889 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، في قوله: إنما المشركون نجس: لا أعلم قتادة إلا قال: النجس: الجنابة.
12890 - وبه عن معمر، قال: وبلغني أن النبي (ص) لقي حذيفة، وأخذ النبي (ص) بيده، فقال حذيفة: يا رسول الله إني جنب فقال: إن المؤمن لا ينجس.
12891 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، في قوله: يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس: أي أجناب.
وقال آخرون: معنى ذلك: ما المشركون إلا رجس خنزير أو كلب. وهذا قول روي عن ابن عباس من وجه غير حميد، فكرهنا ذكره.
وقوله: فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا يقول للمؤمنين: فلا تدعوهم