يقول تعالى ذكره: يخشى المنافقون أن تنزل فيهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم، يقول: تظهر المؤمنين على ما في قلوبهم. وقيل: إن الله أنزل هذه الآية على رسول الله (ص)، لان المنافقين كانوا إذا عابوا رسول الله (ص) وذكروا شيئا من أمره وأمر المسلمين، قالوا: لعل الله لا يفشي سرنا فقال الله لنبيه (ص): قل لهم: استهزءوا، متهددا لهم متوعدا، إن الله مخرج ما تحذرون.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
13147 - حدثنا محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة قال: يقولون القول بينهم، ثم يقولون: عسى الله أن لا يفشي سرنا علينا.
* - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد مثله، إلا أنه قال: سرنا هذا.
وأما قوله: إن الله مخرج ما تحذرون فإنه يعني: إن الله مظهر عليكم أيها المنافقون ما كنتم تحذرون أن تظهروه، فأظهر الله ذلك عليهم وفضحهم، فكانت هذه السورة تدعى الفاضحة.
13148 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: كانت تسمى هذه السورة الفاضحة فاضحة المنافقين. القول في تأويل قوله تعالى:
* (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون) *.
يقول تعالى جل ثناؤه لنبيه محمد (ص): ولئن سألت يا محمد هؤلاء المنافقين عما قالوا من الباطل والكذب، ليقولن لك: إنما قلنا ذلك لعبا، وكنا نخوض في حديث لعبا وهزوا. يقول الله لمحمد (ص): قل يا محمد أبالله وآيات كتابه ورسوله كنتم تستهزءون.
وكان ابن إسحاق يقول: الذي قال هذه المقالة كما:
13149 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: كان الذي قال هذه المقالة فيما بلغني وديعة بن ثابت، أخو بني أمية بن زيد من بني عمرو بن عوف.
13150 - حدثنا علي بن داود، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثنا الليث، قال: