عطاء الخراساني، عن ابن عباس: وإن يريدوا خيانتك يعني: العباس وأصحابه في قولهم: آمنا بما جئت به، ونشهد أنك رسول الله، لننصحن لك على قومنا يقول: إن كان قولهم خيانة فقد خانوا الله من قبل، فأمكن منهم يقول: قد كفروا وقاتلوك، فأمكنك الله منهم.
12687 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: وإن يريدوا خيانتك... الآية. قال: ذكر لنا أن رجلا كتب لنبي الله (ص)، ثم عمد فنافق، فلحق بالمشركين بمكة، ثم قال: ما كان محمد يكتب إلا ما شئت فلما سمع ذلك رجل من الأنصار، نذر لئن أمكنه الله منه ليضربنه بالسيف. فلما كان يوم الفتح أمن رسول الله (ص) الناس إلا عبد الله بن سعد بن أبي سرح، ومقيس بن صبابة، وابن خطل، وامرأة كانت تدعو على النبي (ص) كل صباح. فجاء عثمان بابن أبي سرح، وكان رضيعه أو أخاه من الرضاعة، فقال: يا رسول الله هذا فلان أقبل تائبا نادما، فأعرض نبي الله (ص). فلما سمع به الأنصاري أقبل متقلدا سيفه، فأطاف به، وجعل ينظر إلى رسول الله (ص) رجاء أن يومئ إليه. ثم إن رسول الله (ص) قدم يده فبايعه، فقال: أما والله لقد تلومتك فيه لتوفي نذرك، فقال: يا نبي الله إني هبتك، فلولا أومضت إلي فقال: إنه لا ينبغي لنبي أن يومض.
12688 - حدثني محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي: وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم يقول: قد كفروا بالله ونقضوا عهده، فأمكن منهم ببدر. القول في تأويل قوله تعالى:
* (إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير) *.
يقول تعالى ذكره: إن الذين صدقوا الله ورسوله. وهاجروا يعني: هجروا قومهم