حين نودي فيهم بالموسم، وإذا كان ذلك كذلك صح أن ابتداءه ما قلنا وانقضاءه كان ما وصفنا.
وأما قوله: فسيحوا في الأرض أربعة أشهر فإنه يعني: فسيروا فيها مقبلين ومدبرين، آمنين غير خائفين من رسول الله (ص) وأتباعه، يقال منه: ساح فلان في الأرض يسيح سياحة وسيوحا وسيحانا.
وأما قوله: واعلموا أنكم غير معجزي الله فإنه يقول لأهل العهد من الذين كان بينهم وبين رسول الله (ص) عهد قبل نزول هذه الآية: إعلموا أيها المشركون أنكم إن سحتم في الأرض واخترتم ذلك مع كفركم بالله على الاقرار بتوحيد وتصديق رسوله، غير معجزي الله يقول: غير مفيتيه بأنفسكم لأنكم حيث ذهبتم وأين كنتم من الأرض ففي قبضته وسلطانه، لا يمنعكم منه وزير ولا يحول بينكم وبينه إذا أرادكم بعذاب معقل ولا موئل إلا الايمان به وبرسوله والتوبة من معصيته. يقول: فبادروا عقوبته بتوبة، ودعوا السياحة التي لا تنفعكم.
وأما قوله: وأن الله مخزي الكافرين يقول: واعلموا أن الله مذل الكافرين، ومورثهم العار في الدنيا والنار في الآخرة. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله برئ من المشركين ورسوله فإن تبتم فهو خير لكم وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب أليم) *.
يقول تعالى ذكره: وإعلام من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر. وقد بينا معنى الأذان فيما مضى من كتابنا هذا بشواهده.
وكان سليمان بن موسى يقول في ذلك ما:
12731 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا حجاج، عن ابن جريج، قال:
زعم سليمان بن موسى الشامي أنه قوله: وأذان من الله ورسوله قال: الأذان القصص، فاتحة براءة حتى تختم: وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله فذلك ثمان وعشرون آية.