12548 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله:
وتذهب ريحكم قال: الريح: النصر. لم يكن نصر قط إلا بريح يبعثها الله تضرب وجوه العدو، فإذا كان ذلك لم يكن لهم قوام.
12549 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق: ولا تنازعوا فتفشلوا أي لا تختلفوا فيتفرق أمركم. وتذهب ريحكم فيذهب جدكم. واصبروا إن الله مع الصابرين: أي إني معكم إذا فعلتم ذلك.
12550 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
ولا تنازعوا فتفشلوا قال: الفشل: الضعف عن جهاد عدوه والانكسار لهم، فذلك الفشل. القول في تأويل قوله تعالى:
* (ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط) *.
وهذا تقدم من الله جل ثناؤه إلى المؤمنين به وبرسوله لا يعملوا عملا إلا لله خاصة وطلب ما عنده لا رئاء الناس كما فعل القوم من المشركين في مسيرهم إلى بدر طلب رئاء الناس وذلك أنهم أخبروا بفوت العير رسول الله (ص) وأصحابه، وقيل لهم: انصرفوا فقد سلمت العير التي جئتم لنصرتها، فأبوا وقالوا: نأتي بدرا فنشرب بها الخمر وتعزف علينا القيان وتتحدث بنا العرب لمكانتنا فيها. فسقوا مكان الخمر كؤوس المنايا. كما:
12551 - حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد، قال: ثني أبي، قال: ثنا أبان، قال:
ثنا هشام بن عروة، عن عروة قال: كانت قريش قبل أن يلقاهم النبي (ص) يوم بدر قد جاءهم راكب من أبي سفيان والركب الذين معه: إنا قد أجزنا القوم فارجعوا فجاء الركب الذين بعثهم أبو سفيان الذين يأمرون قريشا بالرجعة بالجحفة، فقالوا: والله لا نرجع حتى ننزل بدرا فنقيم فيه ثلاث ليال ويرانا من غشينا من أهل الحجاز، فإنه لن يرانا أحد من العرب وما جمعنا فيقاتلنا وهم الذين قال الله: الذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس والتقوا هم والنبي (ص)، ففتح الله على رسوله وأخزى أئمة الكفر، وشفى صدور المؤمنين منهم.