وترك إخلاص العمل لله واحتساب الاجر فيه، كالجيش من أهل الكفر بالله ورسوله الذين خرجوا من منازلهم بطرا ومراءاة الناس بزيهم وأموالهم وكثرة عددهم وشدة بطانتهم.
ويصدون عن سبيل الله يقول: ويمنعون الناس من دين الله والدخول في الاسلام بقتالهم إياهم وتعذيبهم من قدروا عليه من أهل الايمان بالله، والله بما يعملون من الرياء والصد عن سبيل الله وغير ذلك من أفعالهم محيط، يقول: عالم بجميع ذلك، لا يخفى عليه منه شئ وذلك أن الأشياء كلها له متجلية، لا يعزب عنه منها شئ، فهو لهم بها معاقب وعليها معذب. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني برئ منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب) *.
يعني تعالى ذكره بقوله: وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وحين زين لهم الشيطان أعمالهم.
وكان تزيينه ذلك لهم كما:
12562 - حدثني المثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قال: جاء إبليس يوم بدر في جند من الشياطين معه رايته في صورة رجل من بني مدلج في صورة سراقة بن مالك بن جعشم، فقال الشيطان للمشركين: لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما اصطف الناس، أخذ رسول الله (ص) قبضة من التراب، فرمى بها في وجوه المشركين، فولوا مدبرين. وأقبل جبريل إلى إبليس، فلما رآه، وكانت يده في يد رجل من المشركين، انتزع إبليس يده، فولى مدبرا هو وشيعته، فقال الرجل: يا سراقة تزعم أنك لنا جار؟ قال: إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب وذلك حين رأى الملائكة.
12563 - حدثني محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي، قال: أتى المشركين إبليس في صورة سراقة بن مالك بن جعشم